الأربعون الذهبية للمحامي تحت التمرين

الأربعون الذهبية للمحامي تحت التمرين

الأربعون الذهبية

[ نصائح الى المحامي تحت التمرين]

  • اعلم اخي  أن  طاعة الله البداية وان في  شرع الله الهداية فضع الله نصب عينيك في كل أمرك,فلا تسعي في نصرة ظالم ولا تكن عونا لجائر واجعل الله رقيبك في كل أعمالك  تهدى رشدك ويبارك في رزقك ويعلوا شانك واعلم أن أساس نجاح المحامي هو العلم ولن يقدر على العلم عاص وقد قال للإمام الشافعي:

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي    فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
 وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ                        ونورُ الله لا يهدى لعاصي

 

  • قال لنا معلومنا ان المحامي بغير علم كساع إلي الهيجاء بغير سلاح , ولن تنجح في خوض مضمار المحاماة إن لم يكن لديك معين لغوي وثقافي كبير من مختلف العلوم وما الحديث هنا علوم القانون  والشريعة فقط وان كانا هما حجرالاساس لعمل المحامي الا انك بحاجة إلي  أن تضطلع بالأدب والشعر وعلم النفس والاجتماع والثقافة المجتمعية التي تكون عونا لك في سعيك نحو النجاح في عالم المحاماة.

 

  • اقتل السيد فوضوي الذي بداخلك فهذه أولى خطوات النجاح للمحامي وهذا لا يتحقق إلا من خلال التخطيط والإدارة الفعالة للوقت والرؤية الواضحة للأهداف واعلم اخي رفيق الدرب زميل المهنه أن معارك الحياة لا يفوز بها إلا الرجل الذي يؤمن بان بإمكانه الفوز فدعني أسالك عن قوة إيمانك بأنك ستكون محام محترف ؟   

 

  • اعلم أن لكل تجارة بضاعة وزاد المحامي وبضاعته الأولى هي علوم القانون والشريعة فاشدد إزرك لتكن ملما بأكبر قدر من قواعد القانون والفقه ناهيك عن أهمية المبادئ والأحكام التي تنتهي إليها المحاكم واخص بالذكر المبادئ والأحكام القضائية الصادرة عن وزارة العدل والأحكام والمبادئ الصادرة عن المحكمة الإدارية –ديوان المظالم-.

 

  • احرص أن تتصفح تاريخ المحاماة بان تغوص في أغوار كنوز شيوخ المهنة من مرافعات وأقوال مابين سجال وجدال فمن علمهم استقينا وعلى ثرى ما غرسوا في كتبهم ترعرعنا ومن مختلف ما كتبوا نهلنا فهم النبع الذي لا ينضب أبدا فمن تضلع من عذب علومهم لم يظمأ ابداً.

 

  • أحسن اختيار المكتب الذي ستقضي به فترة تدريبك بعناية فائقة واعلم أن مرحلة التدريب هي أهم مراحل حياة المحامي فتلك الأعوام الاولى في حياة المحامي  هي البنية التحتية وحجر الأساس لمستقبلك كمحام فبقدر صلابة التأسيس العملي والمهني الذي ستحصل علية ومتانته  تكون قوة انطلاقك إلي تحقيق نجاحك في عالم المحاماة وقد قيل أستاذك كنزك فدقق أي كنز تختار واعلم أن سنوات التدريب الاولى في حياة المحامي والتي ربما تشق على البعض ما هى إلا كلمحة تأمل في مهنة القادة والعظماء _ المحاماة_ فاعمل على أن تجمع فيها كل ما هو مفيد ونافع من شتى العلوم والمعارف .

العلم كنز لمن ازري به المال          وحسن حال لمن ساءت به الحال

  ما اشبه العالم المرضي سيرتة       بالنهر يجري وباق الناس اوشال

 

  • احرص على تطوير ذاتك بالاطلاع والقراءة واكتساب الخبرات والعمل على صقل المهارات بالمشاركة في الدورات والاستماع إلى المناقشات بين كبار المحامين واعلم أن من يضل ساكنا لا يتحرك سبقه الركب وطواه النسيان ومن جميل قول الشاعر:

لاتُطل فيالنوم فالصبح أتاك        أدرك القمة أسرع فيخطاك

 

  • المحامي مجموعة من المهارات وكتلة من المعلومات والكيس الفطن من اجتهد ليضطلع باللغة القانونية المناسبة لكل بيئة قضائية فلكل مقام مقال واعلم أن حُسن الِحس القانوني للمحامي هو الترياق السحري لتألق المحامي ويكتسب بطول ممارسة مقرونة بكثرة القراءة والمطالعة لمختلف العلوم والمعارف.

 

  • المحاماة من اشق المهن على أربابها فما أقساها في البدايات فهي تعامل منتسبيها كما تُعامل سبائك الذهب في تعرضها لأقسى درجات الحرارة حتى يطفوا الخبث على السطح ولا يبقى إلا الذهب الخالص فاعلم انه من الصعوبة بما كان أن يقدر احد منتسبيها أن يحقق نجاحا فيها إن لم يكن جاء إليها راغبا فيها مقتنعا بحمل رسالتها مولعا بتحقيق معانيها.

 

  • علاقة المحامي بموكله هي علاقة عقدية فيجب أن تتسم بالاحترام فلا تصاحب الموكل ولا ترفع الكلفة بينكما فتفتح له الباب أن يتدخل في عملك  فيملي عليك كيف تكون خطة دفاعك فمع عدم علمه بأبجديات القانون سيهلك الدعوى والثمن سمعتك وتاريخك المهني.

 

  • يروقني المحامي الفطن ذاك من يأتي إلي الجلسة مبكراً ويجلس داخل القاعة أثناء انعقاد جلسة الدائرة القضائية الذي ستنظر دعواه ليراقب ميولها ويستشف شخصيات أعضائها  بماله من حس قانوني فان لهذا الأثر الكبير في عرض المحامي لدعواه وطريقة مرافعته ناهيك عن الاستفادة مما سيشاهده ويسمعه من مرافعات ووقائع و دفوع تثقل خبراته وتزيد معارفة.

 

  • من أهم صفات المحامي الناجح الهدوء والرفق بالآخرين عند مخاطبتهم فبهدوئه ووعيه وحسن خلقة يحتوي الآخرين ويحفظ وقته من الضياع ولكن هذا لا يعني السكوت عن ما يوجه إلية من اتهامات فعدم الرد على المغالطات التي يثيرها الخصم أمام القاضي يضيع معه حق موكلة ومن جميل قول الشاعر..

إذا قيل حلم فقل للحلم موضع     وحلم الفتى في غير موضعه جهل

 

على المحامي أن يعلم تمام العلم أن النجاح هو إعادة المحاولة بعد كل إخفاق وان المحامي جبل على عدم تذوق طعم الاستسلام أو أن يعرف الخنوع له طريقا  والدعوى لا نتهي بمجرد صدور الحكم 

 

  • المحامي الكيس الفطن من أتقن قولة ( لا )...., لا  لكل من يضيع وقتي دون عائد , لا لكل عميل يضييع وقتي ويبدد مجهودي ويرهقني بكثرة الاستفسارات والاستشارات دون ايما عائد ,لا للخجل من طلب مقابل الاستشارات , لا لمن لايحترم المواعيد والالتزامات ,لا لليأس والقنوط, لا للخنوع وبيع الذمم.

 

  • كنت انوي نصحك بأسماء عدد من المجلدات والكتب التي صالت وجالت في أخلاق المحامي وسلوكه لنقف سويا على أي أساس يختار الموكل محامية غير إني سأهديك كلمات أوجزت فأوعزت هي خير من مطالعتك المئات من الصفحات وهذه الكلمات هي نصيحة للإمام الغزالي رحمة الله لمن أراد أن يوكل محاميا أوردها بشيء من التصرف فاحرص أن تنطبق عليك وهي  من كتاب إحياء علوم الدين قال فيها : من ادعى عليه بدعوى باطلة , وأراد أن يوكل للخصومة من يكتشف ذلك التلبيس ولكي تكن متوكلا علية وواثقا به مطمئن النفس بتوكيله , فلن يكن ذلك إلا إذا اعتقد فيه أربعه أمور: 

 منتهى الهدايه , ومنتهى القوة , ومنتهى الفصاحة , ومنتهى الشفقة.

 أما الهدايه : فلكي يعرف بها مواقع التلبيس حتى لا يخفى علية من غوامض الحيل شيء أصلا. 

وأما القدرة والقوة : فليستجرئ على التصريح بالحق فلا يداهن ولا يخاف ولا يستحي ولا يَجُبن. 

وأما الفصاحة: فهي أيضا من القدرة إلا إنها قدرة اللسان في الإفصاح عن كل ما استجرأ علية القلب وأشار إلية .

 أما منتهى الشفقة : فتكون باعثا له على بذل كل ما يقدر علية في حقك من مجهود ,فإذا كنت شاكا في توافر هذه الأربعة أو في واحدة  منها , أو أن يكون خصم محاميك في هذه الأربعة أكمل.

حينها لم تطمئن نفسك إلي وكيلك بل ستبقي منزعج القلب مستغرق الهم بالحيلة والتدبير كيف سيكون دفع ما تحذره من قصور وكيلك أوسطوة خصمك.

 

 

  • الناس ينظرون للمحامي انه لسان يصول وقلم يجول ما بين مرافعات ثائرة وردود قانونية سديدة صائبة  فاحرص على عرض ما تكتب من ردود ومذكرات قانونيه على الموكل قبل تقديمها للمحكمة منها يكون عالما بما يقدم عن لسانه وكيف برع المحامي في كونه ترجمان حاله وأيضا هي إيعاز منك له بدقة عملك وحجم جهدك.

 

  • اعلم أن الموكل لم يأتيك إلا لجهله بموقفة , فقد جاءك طامعا أن يستقوي بك, أو يائسا من دعوته راغبا أن بالأمل تحييه ,فاحرص أن تنتقي عباراتك وتهذب كلماتك وان تصدق في قولك ولا تُجمل موقفه طمعا في أتعاب تتقاضاها أو دعوى تتولاها.

 

  • تحرى الدقة في نقل مستجدات الدعوى لموكلك فقد قيل الحقيقة المرة خير ألف مرة من الوهم المريح واعلم ان العميل عندما يكون ملما بمستجدات الدعوى اولا باول من خلال التقارير الدوية بعد كل جلسة فان هذا يجنبك الدخول في معمعة الاتهام بانك لم ترجع  للمولكل ولم تعرض عليه  ما قدمته من مذكرات وردود امام القضاء ويدفع عنك الاتهام بالتقصير بخلاف انه يبين حجم عملك واهتمامك للموكل ويكون عونا لك في حصولك على مؤخر اتعاب الدعوى في حال حكم على خلاف مرادك ...

 

  • إياك وفتور الحماس والإبداع وتدنى مسؤوليتك تجاه قضاياك فعندها ستفقد احد أهم أسرار النجاح في عالم المحاماة .
  • المحامي كيس فطن على دراية أنة ليس كل ما يعرف يقال فعند قيامك بإلقاء كل ما في جعبتك دفعة واحدة فربما تكون قد أهديت خصمك مفاتيح القضاء على دعوتك وهنا اقول احرص ان تكون واضعا خطه عمل لسير الدعوى من خلال دراستك المستفيضه لملف القضية.

 

  • احرص على التحلي بالانضباط فهو احد أهم سمات المحامي فبه يحترم مواعيد جلساته وينجز مهماته واعلم انه إن شاع عنك عكس ذلك اضر بسمعتك وكان بداية خسارتك لموكليك.

 

  • اخي رفيق الدرب زميل المهنة آنت محام ولست بقاض...,  فلا تنصب نفسك قاضيا أمام موكلك فتفصل في الدعوى وتؤكد إنها منتهية بحكم له رغبة في التعاقد معه أو طمعا في الأتعاب , كن صريحا معه وبين له موقفه من الدعوى وبهذا ستكسب احترامه والتعاقد معه.

 

  • أحفظ نفسك واعلم قدرك , فالمحامي لا يَسعى وإنما يُسعى إلية فعلى من أراد الاستعانة بخدماتك أن يأتي مكتبك لا أن تذهب أنت بطاقم مكتبك إلية وان كان لكل قاعدة استثناء.

 

  • المحامي مستشار والمستشار مؤتمن , احرص على حفظ أسرار عملائك سواء أثناء سير الدعوى أو بعد انتهائها أو حتى حال اطلعت على المعاملة ورفضت قبولها فان هذا من شيم وتعاليم ديننا الحنيف بخلاف انه حال كنت على عكس ذلك فان هذا يهدم سمعتك ويقضي على مسيرتك المهنية كمحامي بخلاف انه يعرضك للمسائلة.

 

  • ما أجمل أن يكون المحامي متزنا ما بين قوة وصمت فتارة نراه ثائر يصول ويجول إذا ما رأي الخصم يسعى ان يضلل العدالة وحينا آخر نجد ابتسامته الصامتة ابلغ من ثائر كلماته فهذه هي حنكة السنون.

 

  • اعلم أن محام الخصم هو كيل خصومة وليس خصماً وان القضية ستنتهي والزمالة هي ما سيبقى فاحرص على حسن علاقتك مع زملائك من المحامين ولا تبخل على الشباب منهم بمعلومة فقد قال لنا معلمونا أن ذكاه العلم إخراجه وقال الشاعر

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم     فطالما استعبد الإنسان إحسان

 

 

  • اعلم انك في مهنة قيل عنها أنها مهنة الجبابرة لما تتطلبه من صبر وقوة تحمل ولما يعانيه المحامي في أثناء سيرة من صعوبات وما يلاقيه من عقبات إلا إنها مهنة متجددة ماتعه فكل يوم أنت في جديد ما بين مهارات تكتسبها وقدرات تنميها ومع كل دعوى تكسبها أنت تقطع شوطا مقترباً نحو القمة وان كان وصولك لها لا يكون سريعا لكن ما هي إلا سنوات الخبرة واكتساب الحنكة وستحجز مكانك على القمة بين الكبار.

 

  • اخي رفيق الدرب إياك أن تضعف أمام قاضي أو تخنع فيتغلب عليك خصم موكلك لتقصيرك وضعفك في مقارعة الحجة بالحجة , فان خسرت دعوى فليكن لان العدالة اقتضت ذلك.

 

  • المحامي الفطن هو من امتلك في جعبته كل المفاتيح أثناء تعامله مع القضاة وفقا لحاجة كل دعوى فبعض الدعاوي تحتاج حزما وقوة في الترافع مع قوة البيان وعمق التفصيل وأخرى عليك بالمختصر المفيد 

 

 

كحال كان تحت يديك مستند قوى فهنا لا داعي للتطويل بل اقطع على خصمك الطريق بان توجز البيان بإفهام القضاة وأرفق الدليل وأما حال تساويك مع خصمك في قوة الدليل فهنا حسن العبارة وحنكة السنين هي الحسام الفصل وصولاً لقناعة القاضي بعدالة دعواك. 

 

 

  • اعلم أن للبيان اثر لا يدانيه اثر فله سحر عجيب., يرفع ويخفض , يجرح ويأسو , فهو الإكسير الذي به تصنع الأعاجيب فاحرص أن لا تكون مذكراتك جوفاء فالخطيب من أجاد المطلع والمقطع , لذا احرص أن تبدأ مذكرتك بما يَشُد وجدان القاضي كتساؤل يمس وقائع الدعوى أو فتوى أو حتى حكم سابق أو تعميم فبهذا تجذب انتباه القاضي وتكسب احترامه ويقع في قلبه انك محام ذو حنكة فيتمعن مذكرتك ولتكن خاتمة مذكرتك خلاصة عصفك الذهني لدعواك بعمق العبارة وقوة المعاني وبيان ملخص الأسانيد. 

 

  • الأحمق من أراد نفعا فاضر ... , فاحذر أن تكون منهم بان تقدم مذكرة سلبية فيترتب عليها نتيجة عكسية فالمحامي الحق يعيش مع دعواه بين تأمل مستفيض للوقائع ودراسة متأنية للمستندات بحثا عن أسرار الدعوى وصولا لخفاياها فلا يكتب إلا ما يفيد ولا يقدم إلا ما كان أثرة لصالحة  لا علية لعلمه أن ما يضبط في الدعوى إما لك وإما عليك .
  • اعلم انك والقاضي غايتكم واحدة ولكن لكل منكم دورة وطريقته للوصول لتلك الغاية وهى إحقاق الحق والحكم بة فإياك وان تجعل القاضي خصما لك وعليك بفهم نفسية القضاة وهذا يكتسب بمرور الوقت والخبرة.

بقلم المستشار القانوني / محمود عبده