أهمية المحاماة

أهمية المحاماة

 

أهمية المحاماة

المحاماة مهنة ورسالة عمادها العدل غايتها الإنصاف وحفظ الحقوق وان  كانت الدول قررت للإفراد الحق في التقاضي فقد كان لا بد من وجود من يترافع عن الأفراد ويمثلهم فليس كل شخص على إلمام تام بأحكام الشرع والنظام واللوائح والقوانين وإجراءات التقاضي وليس الجميع يمتلك الخبرة والدراية الكافية التي تمكنه من المطالبة بحقوقه أمام القضاء ومن هنا سطعت أهمية المحاماة وبرز دورها في العملية القضائية بدء من نشوء النزاع وحتى الفصل فيه .

ومع ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور ونمو في شتى المجالات تنامت  المعاملات بين الأفراد سواء التجارية أو المدنية أو الشخصية , وعليه برز  دور المحامي في التقاضي ناهيك عن عظيم دورة في تقديم المشورة لا صحاب الحقوق وأطراف النزاع .

ويحتاج أيضاً الأفراد إلى من ينوب عنهم ويمثلهم أمام مختلف المحاكم والجهات  القضائية وشبة القضائية لعدة عوامل منها عدم الإلمام بالأحكام الشرعية والنظامية والإجرائية والقانونية  والجهل بكيفية سير عملية التقاضي ناهيك عن عدم تفرغ الكثيرين لمتابعة قضاياهم لكثرة انشغالهم وتعدد أعمالهم.

 ومن هنا يأتي دور المحامي  بما يملك من خبرة ودراية وقدرة على البيان والإفصاح مما يعضد به موقف موكلة فيكون المحامي خير معين للقضاة بتحريره الدعوى وترتيبيها وحسن عرضه  وبيانة لها  فيسهل على القاضي استبيان الحق والوصول للحقيقة  والحكم بها . 

 

ناهيك عن عظيم دورة في تقديم الاستشارات الشرعية والقانونية بما يحفظ على الأفراد وقتهم ويبين لهم حقوقهم ويصحح ما لديهم من مفاهيم وتصورات خاطئة عن موقفهم في ما يطالبون به من حق .

فالمحامي هو الوجه الثاني للعدالة بعمله على إظهار الحقيقة للقضاة من خلال عرض الأدلة المؤيدة لموكلة ودعم قضيته بالحجج والبراهين فلا وجود لعدالة بوجه واحد ووجها العدالة هما القاضي والمحامي.

وقد قال لنا معلمونا أن العدالة نتيجة حوار راق بين قاض مستقل نزيه وبين محام حر أمين.

ولكون العدالة لا تقدر أن تدافع عن نفسها بنفسها لذلك كانت الحاجة الماسة للمحاماة حيث بلاغة التعبير وقوة الحجة لازمتين لإظهار الحق.

وقد بين القران الكريم أهمية الفصاحة في الإقناع وإظهارا للحق في قوله تعالى: ) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي رداء يصدقوني إني أخاف أن يكذبون ([1]

فموسى عليه السلام طلب من المولى سبحانه أن يبعث معه أخاه هارون نبيا ليكون عونا له بما له من قدرة البيان وقوة الإفصاح.

وأيضا جاء في السنة النبوية ما روي عن رسول الله e انه قال {إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض 

 

 

فاقضي له على نحو ما اسمع , فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعه من النار }(متفق عليه).

وحيث انه ليس الكل قد وهبه الله فن الإقناع وسحر البيان وقوه التأثير عليه كان لزاما أن يلجا الناس لمن حباهم الله بهذه الصفات ليكونوا عونا لهم في بيان الحق وإظهاره و ليدافعوا عنهم ضد من يجور عليهم .

ومن هنا جاء دور المحامي ليحمل رسالته ممثلا للمتقاضين بين دهاليز المحاكم لتحقيق مبدأ المساواة بين الأفراد والتوازن في حفظ الحقوق والدفاع عن المتقاضين ومن هنا جاءت تسمية المحامي بالقاضي الواقف.

وإني لأهمس في أذن كل من قرر أن يقبل على هذه المهنة وان يسير معنا على الدرب قائلا له هذه الكلمات ليعلم أهمية ما اختار من مهنة وليطمئن على مستقبله بها  .

كونك اخترت أن تكون محاميا عليك أن تعلم أمورا منها ...

انه قد أظهرت التقارير الصادرة عن الإدارة العامة للمحاماة أن عدد المحامين الممارسين لمهنة المحاماة بلغ تقريبا 4620 اربعة الاف وستمائة وعشرون محام منهم 185 مائة وخمسة وثمانون محامية. 

وانه وفقا لتقرير في الكتاب الإحصائي السابع والثلاثون الصادر عن وزارة العدل لعام 1434هـ هل تعلم أن :

قد بلغت عدد القضايا المنتهية بصك أو قرار [319756] ثلاثمائة وتسعه عشر ألف وسبع مائه وستة وخمسون. 

 

هل تعلم أن هذا العدد لا يشمل الدعاوى التي تم مباشرتها أمام المحكمة الإدارية -ديوان المظالم -ولا يشمل الدعاوى التي تم نظرها أمام اللجان العمالية وباق اللجان ذات الصبغة القضائية.

هذه إحصائية للقضايا التي صدر بها قرارات من مختلف محاكم المملكة فقط لعام 1434هـ, وعندما نعلم أن عدد المحامين المرخص لهم بمزاولة المهنة  قرابة 4620 اربعة الاف وستمائة وعشرون محامي.

فان وزعنا هذه القضايا على المحامين المرخص لهم بمزاولة المهنة فسيكون تقريباً على كل محامي أن يباشر أكثر من سبعون دعوى خلال العام ليتمكن هذا العدد من المحامين من تلبيه حاجة المتقاضين .

وانه لمن العجب أن نرى بعد هذا احد المحامين يشكوا قلة الدعاوى التي يباشرها ولا أقول له إلا جميل منك أن تحلم ولكن ماذا عملت لتحقق حلمك غير الشكوى والتذمر فان لم تجبني فارقد مع أحلامك في سلام واعلم أخي أن هذا العدد خلاف الدعاوى التي تمت مباشرتها أمام القضاء الإداري واللجان شبه القضائية  فلك أن تعلم مقدار الحاجة الماسة إلى محامين جدد وحجم سوق العمل الذي أنت مقبل عليه ولهذا اقبل وهلم معنا واحمل رسالتك وشق المضمار وثق في الله بأنك ستنجح.

فمجال المحاماة داخل المملكة العربية السعودية مجال خصب رخاء يحتاج لكل من يشمر عن ساعديه حاملا اللواء ليسير في طريق نصرة الحق 

 

 

وحفظ الحقوق ورد المظالم وبإذن المولى سبحانه وتعالي ستجد في  هذه الموسعة التي بين يديك خير معين لك.

حيث اشتملت وبينت جل ما يحتاجه المحامي من صفات يكتسبها وقدرات ينميها ومهارات يعززها ومن ثم تناولنا الجانب العلمي لمختلف القضايا أمام جميع المحاكم مع شرح واف لكل دعوى وإجراءاتها لتكون لك خير زاد ومعين في طريقك لاحتراف مهنة المحاماة 

                     فمرحبا بك رفيقا على الدرب .....

 

وأعْلِــنَ فــي الكـون: أنّ الطمـوحَ                   لهيـــبُ الحيــاةِ, ورُوحُ الظفَــرْ

إذاطمحـــتْ للحيـــاةِ النفــوسُ                      فــلا بــدّ أنْ يســتجيبَ القــدر

 

 

 


 

[1] سورة القصص الايه (34)